تحولت انتهاء مهمة الولايات المتحدة في أفغانستان مع مقتل 13 جندياً أمريكياً وإصابة 18 آخرين إلى سيناريو كارثي بالنسبة للرئيس جو بايدن، الذي يواجه أخطر أزمة في عهده ويبدو مقيد اليدين أمام وضع لم يتوقعه أبداً. وذكر البيت الأبيض أن مستشار الرئيس جو بايدن للأمن القومي أبلغ الرئيس بأنه من المرجح وقوع هجوم إرهابي آخر في كابول.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أمس (الجمعة) أن الوضع متغير في العاصمة الأفغانية كابول، مشيرة إلى أن مهاجماً انتحارياً واحداً من نفذ الهجوم على مطار كابول، بعد أن كانت أعلنت أن انتحاريين من داعش نفذا الهجوم الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى بينهم 13 جندياً أمريكياً.
وأكد البنتاغون أن القوات المسلحة الأمريكية التي تسيطر على مطار كابل تستطيع مواصلة عمليات الإجلاء الجوية «حتى اللحظة الأخيرة»، وذلك مع اقتراب موعد 31 أغسطس النهائي لسحب جميع الجنود الأجانب من أفغانستان.
وقال المتحدث جون كيربي «لا نزال نعتزم إنهاء هذه المهمة مع نهاية الشهر»، مضيفا «ومع اقترابنا من هذا الأمر، سترون بعض التحركات بهدف إخراج قواتنا وبعض معداتنا (...) لكننا سنكون قادرين على إجلاء الأشخاص جوا حتى اللحظة الأخيرة». وأضاف: «نتوقع هجمات مستقبلية ومستعدون لذلك».
وأعلن البنتاغون أن عمليات إجلاء آلاف الاشخاص من مطار كابول لا تزال تواجه «تهديدات محددة وذات مصداقية»، وذلك غداة هجوم انتحاري دام اسفر عن مقتل 85 شخصا بينهم 13 جنديا أمريكيا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي «نرى أنه لا تزال ثمة تهديدات ذات مصداقية... تهديدات محددة وذات مصداقية». وتبنت جماعة «داعش خراسان» سلسلة من الهجمات الدموية على مطار كابول الخميس، والذي راح ضحيتها العشرات ومن بينهم جنود أمريكيون ومدنيون أفغان. وعلى خطى تنظيم «داعش» الإرهابي الذي هُزم في العراق وتراجع نفوذه كثيراً في سورية، يسير تنظيم «داعش خراسان»، الذي يبدو أن نهايته باتت وشيكة بعد سيطرة طالبان على السلطة وإحكام قبضتها على العاصمة الأفغانية.